باريس تشهد فعالية تأبين عميد الصحافة السودانية محجوب محمد صالح
باريس تشهد فعالية تأبين عميد الصحافة السودانية محجوب محمد صالح
باريس – كل العرب
نظم اتحاد الصحفيين والكتاب العرب ضمن برنامج لجنة تأبين عميد الصحافة والسودانية الراحل محجوب محمد صالح (1928 – 2024) وبالتعاون مع اللجنة، وبرعاية مؤسسة “كل العرب الإعلامية” فعالية تأبين بعنوان “عميد الصحافة السودانية: سيرة ملهمة” في دار تونس بالمدينة الجامعية بباريس عصر يوم السبت 20 نيسان- أبريل 2024.
افتتح التأبين بكلمة للإعلامي الأستاذ محمد الاسباط الذي تحدث عن إعداد هذه الاحتفالية التي هي ضرورية وفاء لعميد الصحافة السودانية الراحل محجوب محمد صالح.
و اشاد الأمين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب العرب في اوربا الأستاذ علي المرعبي بسيرة عميد الصحافة السودانية العامرة بالعطاء المهني ودوره في التنوير والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان في بلاده طوال 70 عاما، دفع خلالها الراحل ثمنا عظيما وقدم خدمات جليلة لبلاده وشعبه سيخلدها التاريخ.
اعقبه الشاعر عبد المنعم رحمة بقراءات شعرية، وقدم بعده المطرب وعد كريم فاصل من الاغنيات الوطنية السودانية.
وختم الفعالية الصحفي السوداني الكبير ورفيق درب عميد الصحافة واحد ابرز تلاميذه الاستاذ صديق محيسي بورقة حوت ابرز محطات مسيرة عميد الصحافة السودانية، حيث اشار الى ان محجوب محمد صالح ولد في 12 ابريل سنة 1828 بحلة حمد بالخرطوم بحري من اسرة كانت تعمل في النقل النهري, ونقل محيسي عن محجوب قوله عن مدينته الخرطوم بحري: “كانت بحري ذات طابعبن طابع حديث بحكم وجود المصالح الحكومية البريطانية وطابع رعوي مرتبط بالزراعة , واخر حديث مرتبط بالصناعة”.
واضاف محيسي اكمل محجوب المرحلة الإبتدائية بمدرسة الخرطوم بحري عام 1942,بعدها انتقل الي كلية غوردون وكانت بدرجة الثانوية حيث سعى البريطانيون الي إعداد المبرزين من الطلاب للإستفادة منهم في السلك الاداري والكتابي والحسابي, التحق محجوب بالحركة السودانية للتحررالوطني المختصرة “بحسدتو” آخر العام 1946 حيث مارس من خلالها نشاطه السياسي ضد الادارة البريطانية وتحولت حسدتو بعد ذلك إلى الجبهة المعادية للاستعمار ومن ثم الي الشيوعي السوداني وفي العام 1947 التحق بكلية الاداب وفي العام 1948 انتخب نائباً لسكرتير لجنة اتحاد طلبة الكلية الجامعية واصبح السكرتير عام 1949 ولقيادته لاضراب طلابي فصل محجوب ومعه زميلاه اليساريان مصطفى السيد والطاهر عبد الباسط من الكلية..
شاءت الصدف ان يعين جمال محمد احمد اول عميد لشئون الطلاب بكلية الخرطوم الجامعية فتعهد لمحجوب ان يعيده مرة اخري الي الكلية لمواصلة دراسته ولكن محجوب اعتذر عن العودة, واخبر جمال بأنه راغب في العمل بالصحافة وهنا اشار اليه جمال اذا كان الأمر كذلك فان محمدابراهيم خليل قد ترك صحيفة سودان استار الأنجليزية ,وبشير محمد سعيد ارسل في بعثة الي بريطانيا لدورة صحفية وهناك فرصة للعمل فيها ونصحه بالذهاب الي صحيفة سودان استار لعله يجد فرصة العمل فيها,وبالفعل اختير محجوب ليعمل في الصحيفة الانجليزية وفي الوقت نفسه اختاره احمد يوسف هاشم ليعمل معه في صحيفة السودان الجديد العربية.
وفي الصحيفتين قويت ملكته الصحفية فأكتسب خبرة في مجالين للمهنة بالعربية والانجليزية معا ,ففي الانجليزية تدرب علي يدي رئيس التحرير البريطاني السيد هيسلوب اولاً ثم جاك هوبلر ثانياً ,وفي العربية علي يدي ابو الصحف السودانية احمد يوسف هاشم الذي عمل صحفياً في مصر والسودان منذ الثلاثينيات متسلحا بالخبرة الصحفية المصرية كانت رغبة محجوب في البداية ان يعمل مدرسا حيث كان للتعليم بريق خاص يجذب اليه المتعلمين من ابناء ذلك الجيل وبالفعل سعى للعمل بالمدارس الاهلية فأختير مدرسا في مدرسة الفاشر ثم الابيض ولكن السلطات البريطانية اعادته مرتين من محطة السكة الحديد.
وقال محيسي: في صحيفة «سودان ستاندرد» التقى محجوب بالراحل بشير محمد سعيد الذي سبقه في المهنة بأربعة اعوام ومع ذلك تزاملا وسارامعا مشوار المتاعب سنين عددا.
وقال محيسي ان عميد الصحافة السودانية ذكر ان الصحفي الكبير بشير محمد سعيد اقترح على زميليه محجوب عثمان ومحجوب محمد صالح اصدار صحيفة يومية خاصة تتميز بالمهنية والجرأة وتدخل نوعاً جديداً من الصحافة وكانت فكرة جيدة ولكنهم ما كانوا يملكون مالاً!! فكانت «الأيام» في العام 1953 اي بعد اربعة اعوام من التحاقي بالصحافة.
يروي محجوب قصة الايام كيف كانت فكرة ثم تحولت الي مشروع متكامل فيما بعد يقول بعد نلنا التصديق قررنا شراء كمية من الحروف الرصاصية للصف اليدوي ومطبعة قديمة بدائية من مصر بمبلغ زهيد واجرنا لها مقراً، وانطلقت تجربة استمرت لسببين عاما.